• ×
الثلاثاء 19 مارس 2024 | 18-03-2024
×

بَابُ : آدَابِ الْقُرَّاءِ عِنْدَ تِلاوَتِهِمْ الْقُرْآنَ مِمَّا لا يَنْبَغِي لَهُمْ جَهْلُهُ

0
0
2921
 

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ : وَأَحِبُّ لِمَنْ أَرَادَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نِهَارٍ أَنْ يَتَطَهَّرَ ، وَأَنْ يَسَتَاكَ ، وَذَلِكَ لِتَعْظِيمِ الْقُرْآنِ ، لأَنَّهُ يَتْلُو كَلامَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ تَدْنُو مِنْهُ عِنْدَ تِلاوَتِهِ لِلْقُرْآنِ ، وَيَدْنُو مِنْهُ الْمَلَكُ ، فَإِنْ كَانَ مُتَسَوِّكَاً وَضَعَ فَاهُ عَلِى فِيهِ ، فَكُلَمَّا قَرَأَ آيَةً أَخَذَهَا الْمَلَكُ بِفِيهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَسَوَّكَ تَبَاعَدَ عَنْهُ .
فَلا يَنْبَغِي لَكُمْ يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ أَنْ تُبَاعِدُوا مِنْكُمْ الْمَلَكَ : فَاسْتَعْمِلُوا الأَدَبَ ، فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَهُوَ يَكْرَهُ ؛ إِذَا لَمْ يَتَسَوَّكْ أَنْ يُجَالِسَ إِخْوَانَهُ .
وَأَحِبُّ أَنْ يُكْثِرَ الْقِرَاءَةَ مِنْ الْمُصْحَفِ ، لِفَضْلِ مَنْ قَرَأَ فِي الْمُصْحَفِ .
وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَحْمِلَ الْمُصْحَفَ إِلا وَهُوَ طَاهِرٌ . فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ مِنْ الْمُصْحَفِ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ ، فَلا بَأْسَ بِهِ ، وَلَكِنْ لا يَمَسَّهُ ، وَلَكِنْ يَصَّفَحُ الْمُصْحَفَ بِشَيْءٍ ، وَلا يَمَسَّهُ إِلا طَاهِرَاً .
وَيَنْبَغِي لِلْقَارِئِ إِذَا كَانَ يَقْرَأُ ، فَخَرَجَتْ مِنْهُ رِيحٌ ؛ أَمْسَكَ عَنْ الْقِرَاءَةِ حَتَّى يَنْقَضِي الرِّيحُ ، ثُمَّ إِنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَقْرَأَ طَاهِرَاً ، فَهُو أفْضَلُ ، وَإِنْ قَرَأَ غَيْرَ طَاهِرٍ فَلا بَأْسَ بِهِ ، وَإِذَا تَثَاءَبَ وَهُوَ يَقْرَأُ ، أَمْسَكَ عَنْ الْقِرَاءَةِ حَتَّى يَنْقَضِي عَنْهُ التَّثَاؤبُ .
وَلا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَلا الْحَائِضُ الْقُرْآنَ ، وَلا آيَةً ، وَلا حَرْفَاً وَاحِدَاً ، وَإِنْ سَبَّحَ ، أَوْ حَمِدَ ، أَوْ كَبَّرَ ، أو أذَّنَ ، فَلا بَأْسَ بِذَلِكَ .

وَأُحِبُّ لِلْقَارِئِ أَنْ يَأْخَذَ نَفْسَهُ بِسُجُودِ الْقُرْآنِ ، كُلَمَّا مَرَّ بِسَجْدَةٍ سَجَدَ فِيهَا . وَفِي الْقُرْآنِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً ، وَقِيلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ، وَقِيلَ إِحْدَى عَشْرَةَ .
وَالَّذِي أَخْتَارُ أَنْ يَسْجُدَ كُلَّمَا مَرَّتْ بِهِ سَجْدَةٌ ، فَإِنَّهُ يُرْضِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيُغِيظُ عَدُوَّهُ الشَّيْطَانَ .
وَرُوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ ، فَسَجَدَ ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي ، يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ ؛ أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ ، فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ ، فَلِي النَّارُ » .
وَأُحِبُّ لِمَنْ يَدْرُسُ وَهُوَ مَاشٍ فِي طَرِيقٍ ، فَمَرَّتْ بِهِ سَجْدَةٌ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ ، وَيُومِئَ بِرَأْسِهِ بِالسُّجُودِ ، وَهَكَذَا إِنْ كَانَ رَاكِبَاً فَدَرَسَ ، فَمَرَّتْ بِهِ سَجْدَةٌ سَجَدَ ، يُومِئُ نَحْوَ الْقِبْلَةَ ، إِذَا أَمْكَنَهُ .
وَأُحِبُّ لِمَنْ كَانَ جَالِسَاً يَقْرَأُ ، أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِوَجْهِهِ ، إِذَا أَمْكَنَهُ . ذَلِكَ لِقَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « خَيْرُ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ » .
وَأُحِبُّ لِمَنْ تَلا الْقُرْآنَ أَنْ يَقْرَأَهُ بِحُزْنٍ وَيَبْكِي ؛ إِنْ قَدَرَ ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ تَبَاكَى .
وَأُحِبُّ لَهُ أَنْ يَتَفَكَّرَ فِي قِرَاءَتِهِ ، وَيَتَدَبَّرَ مَا يَتْلُوهُ ، وَيَسْتَعْمِلَ غَضَّ الطَّرْفِ عَمَّا يُلْهِي الْقُلُوبَ . وَإِنْ يَتْرُكْ كُلَّ شُغْلٍ حَتَّى يَنْقَضِي دَرْسُهُ ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ ، لِيَحْضُرَ فَهْمُهُ ، وَلا يَشْتَغِلَ بِغَيْرِ كَلامِ مَوْلاهُ .
وَأُحِبُّ إِذَا دَرَسَ ، فَمَرَّتْ بِهِ آيَةُ رَحْمَةٍ ، سَأَلَ مَوْلاهُ الْكَرِيْمَ ، وَإِذَا مَرَّتْ بِهِ آيَةُ عَذَابٍ اسْتَعَاذَ باِللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ النَّارِ ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ تَنْزِيهٍ للهِ _ تَعَالَى عَمَّا قَالَهُ أَهْلُ الْكُفْرِ _ سبَّحَ اللهَ تَعَالَى _ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ _ وَعَظَّمَهُ .
فَإِذَا كَانَ يَقْرَأُ ، فَأَدْرَكَهُ النُّعَاسُ ، فَحُكْمُهُ أَنْ يَقْطَعَ الْقِرَاءَةَ وَيَرْقُدَ ، حَتَّي يَقْرَأَ وَهُوَ يَعْقِلُ مَا يَتْلُوهُ .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ : جَمِيعُ مَا أَمَرْتُ بِهِ التَّالِي لِلْقُرْآنِ مُوَافِقٌ لِلسُّنَّةِ وَأَقَاوِيلِ الْعُلَمَاءِ ، وَأَنَا أَذْكُرُ مِنْهُ مَا حَضَرَنِي إِنْ شَاءَ اللهُ .

(70) حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ثَنَا عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِذَا تَسَوَّكَ أَحَدُكُمْ ، ثُمَّ قَامَ يَقْرَأُ ، طَافَ بِهِ الْمَلَكُ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ حَتَّى يَجْعَلَ فَاهُ عَلَى فِيهِ ، فَلا تَخْرُجُ آيَةٌ مِنْ فِيهِ إِلا فِي فِيّ الْمَلَكِ ، وَإِذَا قَامَ يَقْرَأُ ، وَلَمْ يَتَسَوَّكْ ، طَافَ بِهِ الْمَلَكُ ، وَلَمْ يَجْعَلْ فَاهُ عَلَى فِيهِ » .

(71) حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةَ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّخَعِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ : أَنَّ عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَحُثُّ عَلَيْهِ ، وَيَأْمُرُ بِهِ يَعْنِي السِّوَاكَ ، وَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي ، دَنَا الْمَلَكُ مِنْهُ ، يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ ، فَمَا يَزَالُ يدنو مِنْهُ حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ ، فَمَا يَلْفِظُ مِنْ آيَةٍ إِلا دَخَلَتْ فِي جَوْفِهِ .

(72) حَدَّثَنَا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ قَالَ : قُلْتُ لأَحْمَدَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : الْقِرَاءةُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ ؟ ، قَالَ : لا بَأْسَ بِهَا ، وَلَكِنْ لا تَقْرَأْ فِي الْمُصْحَفِ إِلا مُتَوَضِّئٌ .
قَالَ إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ رَاهَوَيْهِ : هُوَ كَمَا قَالَ سُنَّةٌ مَسْنُونَةٌ .

(73) حَدَّثَنَا أبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ كُرْدِي ثَنَا أبُو بَكْرٍ الْمَرْوزِيُّ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ : كَانَ أبُو عَبْدِ اللهِ رُبَّمَا قَرَأَ فِي الْمُصْحَفِ ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ ، فَلا يَمَسُّهُ ، وَلَكِنْ يَأْخُذُ بِيَدِهِ عُودَاً ، أَوْ شَيْئَاً يَصَّفَحُ بِهِ الْوَرَقَ .

(74) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا الْمُشْرِفُ بْنُ أَبَانَ ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زُرْزُرٍ(1) قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ : أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَيَخْرُجُ مِنِّي الرِّيحُ ؟ ، قَالَ : تُمْسِكُ عَنْ الْقِرَاءةِ حَتَّى يَنْقَضِي الرِّيحُ .









__________
(1) وَرَدَ بِالْمَطْبُوعَةِ « عَنْ زِرٍّ » ، وَهُوَ خَطَأٌ صَوَابُهُ زُرْزُرُ ، وهو « زُرْزُرُ بْنُ صُهَيْبٍ مِنْ أَهْلِ شَرَجَةَ ، مَوْلَى لآلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ . سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ قَوْلَهُ » قَالَهُ أبُو عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِيُّ « التَّارِيخُ الْكَبِيرُ »(3/450) .
وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (1326) عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ زُرْزُرٍ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يُسْئَلُ عَنْ الرَّجُلِ يَقْرَأُ فَتَكُونُ مِنْهُ الرِّيحُ ، قَالَ : فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ .
قُلْتُ : وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ . وزُرْزُرُ بْنُ صُهَيْبٍ النَّوْفَلِيُّ ، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : زُرْزُرُ ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي « كِتَابِ الثِّقَاتِ »(6/348) .
(75) حَدَّثَنَا أبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوزِيُّ أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : إِذَا تَثَاءبْتَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ ، فَأَمْسِكْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْكَ (1) .

(76) أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيُّ ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : « إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ ، فَيَسُبَّ نَفْسَهُ »(2) .

__________
(1) أَثَرٌ صَحِيحٌ . رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ ، أبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ صَاعِدٍ فَمَنْ فَوْقَهُ .
(2) صَحِيحٌ . وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (6/205،202) ، وَابْنُ أبِي دَاوُدَ « مُسْنَدُ عَائِشَةَ »(27) ، وَأبُو نُعَيْمٍ « الْحِلْيَةُ »(10/30) عَنْ وَكِيعٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ : « إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ ، حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ ، فَإِنَّهُ إِذَا صَلَّى وَهُوَ يَنْعَسُ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ ، فَيَسُبُّ نَفْسَهُ » .
قُلْتُ : وَتَابَعَهُ عَنْ هِشَامٍ جَمْعٌ كَثِيرٌ : مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَأَيُّوبُ السَّخْتَيَانِيُّ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، وحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَجَرِيرٌ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ .
وَأَحْسَنُهُمْ وَأَوْفَاهُمْ سِيَاقَةً لَهُ : نَجْمُ السُّنُنِ وَالآثَارِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ .
أَخْرَجَهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى « الْمُوَطَّأ »(257) ، وَالْبُخَارِيُّ (209) ، وَمُسْلِمٌ (786) ، وَأبُو دَاوُدَ (1310) ، وَأبُو نُعَيْمٍ « الْمُسْتَخْرَجُ »(1785) ، وَالْبَيْهَقِيُّ « الْكُبْرَى »(3/16) جَمِيعَاً عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ : « إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلْيَرْقُدْ ، حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ ، فَيَسُبَّ نَفْسَهُ » .
(77) حَدَّثَنَا أبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلِمَةَ يَقُولُ : دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَحْجُبُهُ _ أَوْ قَالَ لا يَحْجِزُهُ _ شَيْءٌ عَنْ قِرَاءةِ الْقُرْآن ، إِلا الْجَنَابَةَ .

(78) أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « لا يَقْرَأُ الْجُنُبُ ، وَلا الْحَائِضُ شَيْئَاً مِنْ الْقُرْآنِ » .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : جَمِيعُ مَا ذَكَرْتُهُ يَنْبَغِي لأَهْلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَتَأَدَّبُوا بِهِ ، وَلا يَغْفَلُوا عَنْهُ ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْ تِلاوَةِ الْقُرْآنِ اعْتَبَرُوا أَنْفَسَهُمْ بِالْمُحَاسَبَةِ لَهَا ، فَإِنْ تَبَيَّنُوا مِنْهَا قَبُولَ مَا نَدَبَهُمْ إِلَيْهِ مَوْلاهُمْ الْكَرِيْمُ ؛ مِمَّا هُوَ وَاجِبٌ عَلَيْهِمْ مِنْ أَدَاءِ فَرَائِضِهِ ، وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ ، حَمِدُوهُ فِي ذَلِكَ ، وَشَكَرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا وَفَّقَهُمْ لَهُ ، وَإِنْ عَلِمُوا أَنَّ النُّفُوَس مُعْرِضَةٌ عَمَّا نَدَبَهُمْ إِلَيْهِ مَوْلاهُمْ الْكَرِيْمُ ، قَلِيلَةُ الاكْتِرَاثِ بِهِ ؛ اسْتَغْفَرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ تَقْصِيرِهِمْ ، وَسَأَلُوهُ النُّقْلَةَ مِنْ هَذِهِ الْحَالِ ، الَّتِي لا تَحْسُنُ بِأَهْلِ الْقُرْآنِ ، وَلا يَرْضَاهَا لَهُمْ مَوْلاهُمْ ، إِلَى حَالٍ يَرْضَاهَا ، فَإِنَّهُ لا يَقْطَعُ مَنْ يَلْجَأُ إِلَيْهِ . وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالُهُ ، وَجَدَ مَنْفَعَةَ تِلاوَةِ الْقُرْآنِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ ، وَعَادَ عَلَيْهِ مِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ كُلُّ مَا يُحِبُّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ .

(79) حَدَّثَنَا أبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوزِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قال : أَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : لَمْ يُجَالِسْ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ، قَضَاءَ اللهِ الَّذِي قَضَى « شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا »( الإِسْرَاءُ 17/82) .
(80) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْخُوزِيُّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ ثَنَا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ »( الأَعْرَافُ 7/58) ، قَالَ : البَلَدُ الطَيبُ : الْمُؤْمِنُ سَمِعَ كِتابَ اللهِ ، فَوعاهُ وَأَخَذَ بِهِ وَاِنتَفَعَ بِهِ ؛ كَمَثَلِ هَذِهِ الأََرْضِ أَصَابَهَا الْغَيْثُ ، فَأَنبَتَتْ وَأَمرَعَتْ ، « وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدَاً »( الأَعْرَافُ 7/58) أَيْ : إِلا عَسِرَاً ، فَهَذَا مَثَلُ الْكَافِرِ قَدْ سَمِعَ الْقُرْآنَ ، فَلَمْ يَعْقِلْهُ ، وَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ ، وَلَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ ، كَمَثَلِ هَذِهِ الأَرْضِ الْخَبِيثَةِ أَصَابَهَا الْغَيْثُ ، فَلَمْ تُنْبِتْ شَيْئَاً ، وَلَمْ تَمْرَعْ شَيْئَاً .