• ×
السبت 12 أكتوبر 2024 | 23-09-2024
×

البيان في أن سورة النورين ليست من ولا مثل سور القرآن

0
0
706
 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما زال أعداء الله الفينة بعد الفينة يلقون إلى المسلمين شبها تدل على سفاهة عقولهم وقصور ثقافتهم وشدة حقدهم على الإسلام، فالعدو لا يهدأ له بال ودين الله في ازدياد، لذا يحاول أن يثير الشبهات ويشيع الشهوات حتى يطفأ نور الله والله متم نوره ولو كره هذا الكافر.
ومما أثاره الكفار المغرضون سقوط سورة تدعى سورة النورين من المصحف، وإذا بين لهم أن هذه السورة ليست من المصحف وأنها من كلام بشر، يقولون: أن كلام هذه السورة مثل كلام الله، وبالتالي قرآنكم قد عورض، ومادام القرآن قد عورض فليس بكلام الله وبالتالي لا دليل على صدق نبيكم.
وفي هذه السطور بيان لبطلان دعوى أن سورة النورين من المصحف وبطلان دعوى أن سورة النورين مثل سور القرآن الكريم.
نص سورة النورين المدعاة:
" يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم. نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم. إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات نعيم. والذين كفروا من بعدما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفونه في الجحيم. ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم. إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمان الرحيم. قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم. إن الله قد أهلك عاداً وثمود بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون. وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين. ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون. إن الله يجمعهم يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون. إن الجحيم مأواهم وإن الله حكيم عليم. يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون. قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون. مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم. إني لذو مغفرة وأجر عظيم. وإن عليّا لمن المتقين. وإنا لنوفه حقه يوم الدين. وما نحن عن ظلمه بغافلين. وكرمناه على أهلك أجمعين. وإنه وذريته لصابرون. وإن عدوهم إمام المجرمين. قل للذين كفروا بعدما آمنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون. يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات مبينات فيها من يتوفه مؤمناً ومن يتوله من بعدك يظهرون. فاعرض عنهم إنهم معرضون. إنا لهم محرضون في يوم لا يغني عنهم شيء ولا هم يرحمون. إن لهم في جهنم مقاماً عنه لا يعدلون. فسبح باسم ربك وكن من الساجدين. ولقد أرسلنا موسى وهرون بما استخلف فبغوا هرون فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعنّاهم إلى يوم يبعثون. فاصبر فسوف يبلون ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين. وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون. ومن يتول عن أمري فإني مرجعه، فليتمتعوا بكفرهم قليلاً فلا تسأل عن الناكثين. يا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين آمنوا عهداً فخذه وكن من الشاكرين. إن علياً قانتاً بالليل ساجداً يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه. قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون. سيعجل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون. إنا بشرناك بذرية الصالحين. وإنهم لأمرنا لا يخلفون. فعليهم مني صلاة ورحمة أحياء وأمواتاً ويوم يبعثون. وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي أنهم قوم سوءٍ خاسرين. وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون. والحمد لله رب العالمين.
مصدر سورة النورين المزعومة
عند تتبع مصدر سورة النورين التي نسبها البعض زوراً للقرآن، وأدعى أنها أسقطت منه عمداً لا نجد لها مصدراً إسلامياً موثوقاً به يعود للقرن الأول الهجري ولا حتى الثاني الهجري.
ومما يعلمه المسلمون بشأن كتاب الله أنه كتب على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم -،وجمع ما كتب عند أبي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، ثم كان المصحف الإمام الذي كتب في خلافة عثمان بن عفان كما هو معلوم.
وقد حفظ كثير من الصحابة القرآن وحفظوا القرآن للتابعين وكثير من التابعين حفظوا القرآن وحفظوه لمن بعدهم وهكذا فحفظ القرآن في السطور منذ عهد النبوة وحفظ في الصدور منذ عهد النبوة وجمع القرآن في مصحف واحد في زمن الصحابة في القرن الأول الهجري بمنتهى الدقة والضبط.
وما لم يكن في مصحف عثمان الذي أجمع عليه الصحابة وتواتر عنهم فليس بقرآن حتى ولو كان في القرن الأول الهجري فكيف إذا لم يكن يعود للقرن الأول الهجري بل للقرن الحادي عشر من الهجرة أي في القرن السابع عشر من الميلاد؟!!
إن مصدر سورة النورين المزعومة هو كتاب دبستان مذاهب -والذي كتب في القرن الحادي عشر من الهجرة - ونسخة من القرآن مزعومة في القرن السابع عشر من الميلاد في الهند نسخة ليس لها أي اسم أو رسم، فبأي منطق ننسب هذه السورة للقرآن، والقرآن نقل بالتلقي والسماع ونقل بطريق التواتر، وهنا لا تلقي ولا سماع ولا تواتر بل إما نسخة مزعومة من القرآن كتبت في القرن السابع عشر من الميلاد أو كلام كتبه كاتب غير مسلم؟!!
وبخصوص النسخة التي زعم أنها من القرآن لو جئنا إلى آية من القرآن فذهبنا إلى الهند أو الصين أو أدغال أفريقيا أو إلى أي مكان يوجد فيه مسلمون لوجدنا هذه الآية نفسها يوجد الكثير من المسلمين يحفظها أو على الأقل نجدها في المصحف الذي عندهم لم يتغير منها حرف فما قيمة نسخة مجهولة في الهند تعود للقرن السابع عشر من الميلاد، والقرآن يؤخذ بالسماع و التلقي ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -ولا يؤخذ بالكتابة؟!!
ولو جئنا إلى كتاب من كتب العلم الموثوقة لمؤلِّفين معروفين مثلاً كتاب للدكتور إبراهيم الفقي، ولهذا الكتاب نسخ كثيرة في العالم، كلها على نسقٍ واحدٍ، ثم ادَّعى مدَّعٍ وجود نسخة من هذا الكتاب في بلدٍ ما، وفيها زيادات أو نقص عما في نسخهم، فهل يعتد بها أحد؟!!
وبخصوص كتاب دبستان مذاهب فالكتاب لم يذكر المؤلف اسمه فيه، ولذلك اختلف في مؤلفه فحكى عن سرجان ملكم في تاريخ إيران أن اسم المؤلف محسن الكشميري.
وحكى عن مؤلف مآثر الأمراء أن المؤلف اسمه ذو الفقار علي، وحكى عن هامش نسخه كتابتها 1260 أنه مير ذو الفقار علي الحسيني المتخلص بهوشيار، واختار هو أنه لبعض السياح في أواسط القرن الحادي عشر أدرك كثيراً من الدراويش بالهند وحكى عنهم الغث والسمين في كتابه هذا.
أقول: ويحكي عن بعض المستشرقين أن في مكتبة بروكسل نسخه دبستان المذاهب تأليف محمد فاني وذكر فيه أنه ورد خراسان 1056 ورأى هناك محمد قلي خان المعتقد لنبوة مسيلمة الكذاب.
وكما أنه أخفى المؤلف اسمه كذلك تعمد في إخفاء مذهبه؛ لئلا يحمل كلامه على التعصب..
وبالجملة لا شك في أن المؤلف من شعراء أواسط القرن الحادي عشر الذين استوفى جلهم النصر آبادي في تذكرته، ولم يذكر فيهم من ينطبق عليه أحد المحتملات التي ذكرناها أولا إلا الفاني الكشميري الذي نقل عنه شعره في ص 447 فلعل هذا الفاني هو المؤلف[1].
وعلى إثر هذين المصدرين دبستان مذاهب ونسخة من القرآن مزعومة أخذ أعداء الإسلام والمستشرقين كنولدكه وغولدتسيهر يشنعون على القرآن ويطعنون في حفظه وهذا ينم عن جهلهم بعلوم القرآن وتاريخ جمع القرآن.
ومن كتاب دبستان مذاهب أخذ النوري الطبرسي أحد علماء الشيعة في كتابه فصل الخطاب ونقل الآخرون عنه، وقد صرح النوري الطبرسي بعد نقله للسورة المزعومة عن كتاب دبستان مذاهب بأن ليس ثمة أثر لهذه السورة المزعومة في أي كتاب من كتب الشيعة فقال: " لم أجد أثراً لها في كتب الشيعة سوى ما يُحكى عن كتاب المثالب المنسوب إلى ابن شهر آشوب: أنهم أسقطوا تمام سورة الولاية، فلعلها هذه السورة" [2]أرأيتم كلام بصيغة المجهول (يُحكى) نسب لكتاب مثالب النواصب لابن شهر آشوب المتوفى سنة 588 هـ أي نسب لكتاب في القرن السادس الهجري، و لم يُعثر على أثر لما يُنسب لابن شهر آشوب من إسقاط سورة الولاية في كتابه المثالب التي يظن النوري أنها سورة النورين.
تنبيه لابد منه: الشيعة القدامى لا يقولون بتحريف القرآن مثل ما قال بعض الشيعة المتأخرين أمثال النوري ونعمة الله الجزائري وهاشم البحراني، ومن يقول من المسلمين بتحريف القرآن أو نقصه أو زيادته فليس من المسلمين أصلاً.
ما هو القرآن الكريم؟
القرآن: الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - المتعبد بتلاوته، المتحدي بأقصر سورة منه، والمنقول إلينا بطريق التواتر والمكتوب في المصاحف، والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس[3].
ومن هذا التعريف يخرج الحديث النبوي؛ لأنه كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس كلام الله وغير متعبد بتلاوته وليس محل للتحدي ومنه ما نقل بالتواتر ومنه ما نقل بغير التواتر.
وخرج من هذا التعريف الحديث القدسي إذ القرآن كلام الله أوحى به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه أما الحديث القدسي فمعناه من عند الله ولفظه من عند النبي- صلى الله عليه وسلم - والقرآن تحدى الله به العرب - بل الإنس والجن- أن يأتوا بمثله، وأما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي والإعجاز، والقرآن متعبد بتلاوته أما الحديث القدسي فغير متعبد بتلاوته، والقرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر، وأما الأحاديث القدسية فمعظمها أخبار آحاد فيها الصحيح والحسن والضعيف.
وخرج من هذا التعريف أيضاً ترجمة القرآن فلا تسمى قرآناً؛ لأنها ليست كلام الله - تعالى- المنزل فالترجمة ليست هي الأصل على الإطلاق، وكل ترجمة لأي عمل ليست هي أصله، والقرآن شيء والترجمة شيء آخر، إذ المترجم يحاول أن ينقل إلى المتكلمين باللغة الثانية شيئاً مما في الأصل، ولا يمكن نقل إعجاز القرآن وعظمته، والقرآن هو النص المقدس الذي يتعبد بتلاوته ويتلى في الصلوات، ولا يتعبد بأي ترجمة.
وخرج من هذا التعريف أيضاً القراءات الشاذة فالقراءات الشاذة ليست متواترة، والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر، والاستدلال بالقراءة الشاذة موضع خلاف بين الفقهاء فالشافعية والمالكية يرفضون الاستدلال بها ولكن الحنفية والحنابلة يستدلون بها مثل قراءة ابن مسعود: ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعات) في كفارة اليمين وحجة الحنفية ومن وافقهم أنها خبر على الأقل وخبر الواحد إذا صح يعمل به.
وَخَالف الشَّافِعِي وَجَمَاعَة، فَقَالُوا: قد اتفقنا على شَرْطِيَّة تَوَاتر الْقُرْآن وَقد انْتَفَت قرآنيتها لعدم تواترها وبكونها نقلت قُرْآنًا انْتَفَت عَنْهَا السّنيَّة وَأجِيب بِأَن الْعَمَل بهَا لَيْسَ لوصفها أَعنِي القرآنية أَو السّنيَّة بل لذاتها الَّتِي هِيَ صِحَة نسبتها إِلَى الشَّارِع فِي الأول وَالْخَطَأ فِي الْوَصْف بالقرآنية إِن سلم وجوب التَّوَاتُر لا يستلزم الْخَطَأ فِي نِسْبَة الذَّات الَّتِي هِيَ نِسْبَة الحكم إِلَى الشَّارِع وَلم يشْتَرط فِي الراوي أَن لَا يخطئ رَأْسا بل يَكْفِي رُجْحَان ضَبطه على سَهْوه وَالْفَرْض أَن الراوي كَذَلِك والندرة لَا تبطل الرجحان[4].
والقراءة الشاذة تحمل على أن الصحابي سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولها فظنها قرآناً، وإن قيل باحتمال كون الزيادة بيانا من الصحابي فغير وارد فإن الصحابي لا يورد بيانه بهيئة القرآن المتلو [5].
وسورة النورين المزعومة لم تكتب في مصحف عثمان الذي أجمع عليه الصحابة ولم تنقل إلينا بالتواتر، وليس فيها إعجاز بل تشمل ألفاظ ركيكة وكلام مبتور وتحوي الكثير من الأخطاء النحوية فهي بعيدة كل البعد عن القرآن المنقول إلينا بطريق التواتر والمكتوب في المصاحف، والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس.
شهادة الواقع التاريخي بحفظ القرآن
الواقع التاريخي يثبت عدم وقوع التحريف والتغيير بالقرآن الكريم فقد قيض الله - سبحانه وتعالى- للقرآن حفظة قراء في كل زمان بحيث لو زيد فيه حرف واحد لأخرجه آلاف من الأطفال الأصاغر، فضلاً عن القراء الأكابر.
وقد كتب القرآن على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-،وجمع ما كتب عند أبي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، ثم كان المصحف الإمام الذي كتب في خلافة عثمان بن عفان كما هو معلوم، فحفظ القرآن في السطور و حفظ في الصدور على مر القرون.
والعلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن الغاية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته وبلغت إلى حد لم تبلغه فيما ذكرناه؛ لأن القرآن مفخر النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد [6].
والعلم بتفصيل القرآن وأبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمزني فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من جملتها حتى لو أن مدخلاً أدخل في كتاب سيبويه بابا من النحو ليس من الكتاب لعرف وميزانه ملحوق وأنه ليس من أصل الكتاب وكذا القول في كتاب المزني ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء[7].
وانظر اليوم في هذا العالم شرقه وغربه لترى العدد الهائل الذي يحفظ القرآن عن ظهر قلب، بحيث لو شاء ملحد أو يهودي أو صليبي تغيير حرف منه فإنّ صبياً صغيراً، أو ربة بيت، أو عجوزاً لا يبصر طريقه - يستطيعون الردّ عليه وبيان خطئه، وافترائه، ناهيك عن العلماء الذين حفظوه وفقهوا معانيه، وتشبعوا بعلومه [8].
وإذا رأينا في عصرنا الكثير من أطفال المسلمين يحفظون القرآن عن ظهر قلب والكثير من المسلمين كباراً وصغاراً رجالاً ونساءاً يحفظون القرآن فلاشك أن المسلمين الأوائل كانوا أكثر حفظاً للقرآن؛ لأنهم أقوى حفظاً وأكثر فهماً للكلام العربي فضلاً عن تعلمهم من النبي- صلى الله عليه وسلم -.
وبالتالي يظهر كذب وبهتان من يقول أن القرآن الذي بأيدينا قد اعتراه النقص مع وجود حفاظ للقران في كل عصر ومع كتابة المصحف وشيوع كتابة المصحف وانتشار المصاحف المكتوبة في الآفاق ومع قراءة القرآن في الصلوات ووجود آلاف القراء والحفظة في كل عصر وفي كل مصر.
ولم يزل المسلمون جيلاً بعد جيل يتعبدون بتلاوة القرآن آناء الليل، وأطراف النهار، ويتدارسونه بينهم، فيحفظونه ويكتبونه - ولم تكن الكتابة إلا وسيلة من وسائل حفظه وإلا فإن الأصل أن القرآن في صدورهم -، ويرون ذلك من أفضل الطاعات والأعمال من عصر النبوة إلى عصرنا هذا.
ولم يُنقل المسلمون القرآن لنا وحده كي يمكن فرض تطرق التحريف إليه، بل نقل تفسير آياته، ومعاني كلماته، وأسباب نزوله، وإعراب كلماته، وشرح أحكامه، وكل ما هذا شأنه لا يمكن تغييره ولا إسقاط شيء منه، ولأنه لو كان فيه تحريف بتغيير أو نقصان لم يبق وثوق بالأحكام وفي هذا هدم للدين.
وقد أجمع المسلمون أن القرآن الذي بين أيدينا محفوظ من الضياع والتحريف والزيادة والنقصان وأن من اعتقد خلاف ذلك كفر.
قال القاضي عياض: " وَقَد أَجْمَع الْمُسْلِمُون أَنّ الْقُرْآن الْمَتْلُوّ فِي جَمِيع أَقْطَار الأَرْض الْمَكْتُوب فِي الْمُصْحَف بِأَيْدِي الْمُسْلِمِين مِمَّا جَمَعَه الدَّفَّتَان من أَوَّل ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين)،- إِلَى آخِر- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)إِنَّه كَلَام اللَّه وَوَحْيُه المُنَزَّل عَلَى نَبِيّه مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - وَأَنّ جَمِيع مَا فِيه حَقّ وَأَنّ من نَقَص مِنْه حَرْفًا قَاصِدًا لِذَلِك أَو بَدَّلَه بِحَرْف آخَر مَكَانَه أَو زَاد فِيه حَرْفًا مِمَّا لَم يَشْتَمِل عَلَيْه المُصْحَف الَّذِي وَقَع الإِجْمَاع عَلَيْه وأُجْمِع عَلَى أَنَّه لَيْس مِن الْقُرْآن عَامِدًا لِكُلّ هَذَا أَنَّه كَافِر"[9].
وقال عبد القاهر البغدادي: " واكفروا - أي أهل السنّة - من زعم من الرافضة أَن لَا حجَّة الْيَوْم فِي الْقُرْآن وَالسّنة لدعواه فِيهَا أَن الصَّحَابَة غيروا بعض الْقُرْآن وحرفوا بعضه"[10].
و قال ابن حزم: " القول بأن بين اللوحين تبديلاً كُفر صريح وتكذيب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم "[11]
وقال القرطبي: " لا خلاف بين الأمة ولا بين الأئمة أهل السنة أن القرآن اسم لكلام الله - تعالى- الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - معجزة له، وأنه محفوظ في الصدور، مقروء بالألسنة، مكتوب في المصاحف، معلومة على الاضطرار سوره وآياته، مبرأ من الزيادة والنقصان حروفه وكلماته، فلا يحتاج في تعريفه بحد، ولا في حصره بعد، فمن ادعى زيادة عليه أو نقصاناً منه فقد أبطل الإجماع، وبهت الناس، ورد ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من القرآن المنزل عليه" [12].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك، وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم"[13].
وعلى ما تقدم من أدلة تثبت عدم تحريف القرآن وعدم تطرق الزيادة أو النقصان إليه يتبين كفر من أدعى أن هناك سورة أسقطت من المصحف فمن أدعى أن سورة النورين كانت في المصحف وأسقطت فهو كافر.
لأن معنى القول بتحريف القرآن تكذيب الله - عز وجل- وتكذيب رسوله - صلى الله عليه وسلم - للخبر بحفظ القرآن من التحريف، وتحريف القرآن يستلزم هدم الشريعة؛ لأن القرآن لو كان محرفاً لم يبقَ لنا اعتماد على شيء منه إذ على هذا يحتمل في كل آية منه أن يكون محرّفاً ومغيّراً، ويكون على خلاف ما أنزل الله، فلم تبق لنا في القرآن حجّة أصلاً فتنتفي فائدته وفائدة الأمر بإتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك.
خصائص سور القرآن
مما تميز به كتاب الله أنه كلام الله لا يشبه كلام البشر ولا يشبه الشعر، ولا يشبه النثر ولا الرسائل البائن على كل كلام، بزغ الأسماع والأفهام، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، الذي عجزت الإنس والجن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.
كتاب جمع فيه النظم، والإعجاز، والبسط والإيجاز، والفصاحة، والبلاغة، والتحذير، والزجر، والأمر بكل طاعة، وتكرمة وأدب، والنهي عن كل منكر، وسرف ومعصية، وفعل قبيح مذموم، والتعبد بكل فعل شريف مذكور من طهارة، وصلاة، وصيام، وزكاة، وحج وجهاد وصلة الأرحام، والبذل والعطاء، والصدق والوفاء، والخوف والرجاء، وما يكثر تعداده مما لا يحصى [14].
ومن خصائص القرآن أنه محفوظ من الضياع والتحريف والزيادة والنقصان وقد قال - تعالى-: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )(الحجر الآية 9)
ومن خصائص القرآن أنه معجز بكل ما يتحمله هذا اللفظ من معنى:
فهو مُعْجز في ألفاظه وأسلوبه...
وهو مُعْجز في بيانه ونظمه، يجد فيه القارئ صورة حية للحياة والكون والإنسان.
وهو مُعجز في معانيه التي كشفت الستار عن الحقيقة الإنسانية ورسالتها في الوجود.
وهو مُعجز بعلومه ومعارفه التي أثبت العلم الحديث كثيرًا من حقائقها المغيبة.
وهو مُعجز في تشريعه وصيانته لحقوق الإنسان وتكوين مجتمع مثالي تسعد الدنيا على يديه[15].
ورغم أن القرآن من جنس ما تكلم به العرب إلا أنه يستحيل أن يأتي أحداً بمثله في البيانوالحلاوة والحسن والكمال والعذوبة وأداء المعنى المراد مع حرص العرب، وغير العرب على معارضته فلما عجزوا عن الإتيان بمثله علم أنه ليس قول البشر قال - تعالى-: ( أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (سورة يونس الآية 38).
ومن خصائص القرآن أنه نقل إلينا بالتواتر فقد نقل القرآن إلينا آلاف عن آلاف بحيث يستحيل تواطئهم على الكذب.
وفي القرآن نجد أن الله اصطفى من ألفاظ اللغة العربية أفصحها وأيسرها على اللسان، وأسهلها على الأفهام، وأمتعها للآذان، وأقواها تأثيرًا على القلوب، وأوفاها تأدية للمعاني، ثم ركَّبَها تركيبًا محكم البنيان، لا يدانيه في نسجه كلام البشر من قريب ولا من بعيد، وذلك لما يكمن في ألفاظه من الإيحاءات التي تعبر إلى خلجات النفس، وتقتَحِم شغاف القلوب.
وما يكون في تركيبه من ألفة عجيبة، وانسجام وثيق بين هذه الألفاظ، مهما تقاربت مخارج حروفها أو تباعدت.
فقد جاء رصف المباني وفق رصف المعاني، فالتقى البحران على أمر قد قُدِرَ، فاستساغته جميع القبائل على اختلاف لهجاتها قراءة وسماعًا.
واستسلمت لهذا النسق الفريد، والترتيب العجيب أساطين البلاغة في كل زمان ومكان، واستمدَّت منه النفوس المؤمنة روحها وريحانها، فلم يشبع من دراسته العلماء، ولم يملّ تلاوته أحد من الأتقياء[16].
ومن خصائص القرآن أن قارئه لا يمله، وسامعه لا يمجه، بل الإنكباب على تلاوته يزيده حلاوة، وترديده يوجب له محبة وطلاوة، لا يزال غضّا طريّا، وغيره من الكلام و لو بلغ في الحسن والبلاغة ما بلغ يمل مع الترديد، ويعادى إذا أعيد، وكتابنا يستلذ به في الخلوات، ويؤنس بتلاوته في الأزمات، وسواه من الكتب لا يوجد فيها ذلك، حتى أحدث أصحابها لها لحوناً وطرقاً، يستجلبون بتلك اللحون تنشيطهم على قراءتها [17].
وتميز القرآن بالقصد في اللفظ مع وفائه بالمعنى ومعنى هذا إنك في كل من جمل القرآن تجد بياناً قاصداً مقدراً على حاجة النفوس البشرية من الهداية الإلهية دون أن يزيد اللفظ على المعنى أو يقصر عن الوفاء بحاجات الخلق من هداية الخالق ومع هذا القصد اللفظي البريء من الإسراف والتقتير تجده قد جلى لك المعنى في صورة كاملة لا تنقص شيئاً يعتبر عنصراً أصلياً فيها أو حلية مكملة لها كما أنها لا تزيد شيئاً يعتبر دخيلاً فيها وغريباً عنها بل هو كما قال الله: ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ).
ولا يمكن أن تظفر في غير القرآن بمثل هذا الذي تظفر به في القرآن بل كل منطق بليغ مهما تفوق في البلاغة والبيان تجده بين هاتين الغايتين كالزوج بين ضرتين بمقدار ما يرضي إحداهما يغضب الأخرى فإن ألقى البليغ باله إلى القصد في اللفظ وتخليصه مما عسى أن يكون من الفضول فيه حمله ذلك في الغالب على أن يغض من شأن المعنى فتجيء صورته ناقصة خفية ربما يصل اللفظ معها إلى حد الإلغاز والتعمية.
وإذا ألقى البليغ باله إلى الوفاء بالمعنى وتجلية صورته كاملة حمله ذلك على أن يخرج عن حد القصد في اللفظ راكباً متن الإسهاب والإكثار حرصاً على أن يفوته شيء من المعنى الذي يقصده ولكن ينذر حينئذ أن يسلم هذا اللفظ من داء التخمة في إسرافه وفضوله تلك التخمة التي تذهب ببهائه ورونقه وتجعل السامع يتعثر في ذيوله لا يكاد يميز بين زوائد المعنى وأصوله.
وإذا افترضنا أن بليغا كتب له التوفيق بين هاتين الغايتين وهما القصد في اللفظ مع الوفاء بالمعنى في جملة أو جملتين من كلامه فإن الكلال والإعياء لا بد لاحقاً به في بقية هذا الكلام وندر أن يصادفه هذا التوفيق مرة ثانية إلا في الفينة بعد الفينة كما تصادف الإنسان قطعة من الذهب أو الماس في الحين بعد الحين وهو يبحث في التراب أو ينقب بين الصخور [18].
ومن خصائص القرآن أنه قد جمع بين الإجمال والبيان مع أنهما غايتان متقابلتان لا يجتمعان في كلام واحد للناس بل كلامهم إما مجمل وإما مبين، وإذا قصدوا إلى توضيح أغراضهم ضاقت ألفاظهم ولم تتسع لاستنباط وتأويل وإذا قصدوا إلى إجمالها لم يتضح ما أرادوه وربما التحق عندئذ بالألغاز وما لا يفيد [19].
ومن خصائص القرآن مراعاة الفواصل التي بين الآيات لما فيه من روعة البيان، وحسن الوقع على السمع، وأحياناً تختلف الفواصل التي بين الآيات للفت الانتباه إلى معنى خاص إيثاراً لما هو ألصق بالمعنى الخاص، وأشد وفاء بالمعنى المراد.
والفواصل التي بين الآيات لا تقصد لذاتها، وإنما تتبع المعاني، بينما نظائرها في كلام الناس تقصد لذاتها، ويتوقف عليها المعنى، وعلى ذلك فالفواصل التي بين الآيات بلاغة، ونظائرها عجز و نقص.
والقرآن الكريم تميز بحسن النظم، وبراعة الأسلوب وجمال العبارة وعذوبة الألفاظ وفصاحة الكلمات وروعة التعبيروالقصد في اللفظ مع وفائه بالمعنى والجمال الصوتي للكلام.
نقد رواية سورة النورين المزعومة والمقارنة بينها وبين رواية سور القرآن
عند البحث عن سورة النورين نجدها قد وجدت في كتاب مجهول المؤلف فالعلماء اختلفوا في مؤلفه، ولا يقدر أحد أن يذكر لهذه السورة سنداً ولو كان ضعيفاً، وبالمقابل نجد أن القرآن مقطوع بنسبته إلى الله أي صحيح السند إلى المتكلم به.
نعود ونقول أن سورة النورين وجدت في كتاب فالمصدر المعول عليه هو الكتاب أي أنها نقلت عن طريق الكتابة أضف إلى ذلك لا سند لهذه السورة أما القرآن فنقل بالسماع والتلقي ونقله آلاف عن آلاف.
وبعض الناس زعم أن سبب تواتر القرآن نقله بالكتابة في العصر النبوي، والحق خلاف ذلك فالتواتر، إنما جاء في القرآن الكريم من جهة لفظه ونقله، فقد تلقاه عن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وحَفِظَهُ الألوف من الصحابة.
وعن هؤلاء أخذ الألوف المؤلَّفة من التابعين، وهكذا تلقاه العدد الكثير الذين يثبت بهم التواتر عن العدد الكثير حتى وصل إلينا متواتراً، وسيستمر كذلك حتى يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها، فالمُعَوَّلُ عليه في تواتر القرآن هو الحفظ والتلقي الشفاهي لا الأخذ من الصحف.
أما الكتابة فقد كانت من دواعي الثبوت والحفظ ليجتمع للقرآن الوجودان: الوجود في الصدور، والوجود في الصحائف والسطور، كما كانت معتمد الجامعين للقرآن في الصحف والمصاحف في عهدي أبي بكر وعثمان - رضي الله عنهما- فقد كانوا حريصين أنْ يكتبوه من عين ما كُتِبَ بين يدي النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -.
ولو أنَّ السُنَّة دُوِّنَتْ في العهد النبوي، ولكن لم يحفظها من يقوم بهم التواتر لما جاءت كلها متواترة - كما زعم-، فالعبرة في التواتر وعدمه إنما هو رواية الكثيرين أو عدم روايتهم، ومع أنَّ السُنَّة لم تُدَوَّنْ في العصر النبوي فقد جاء بعضها متواتراً، وإنْ كان قليلاً، ولو أنَّ المُعَوَّلُ عليه في التواتر الكتابة لكانت الكتب التي دُوِّنَتْ وأحيطت بالعناية والدقة كلها متواترة وأنى هي؟ [20]
وبعض الناس يتوهم من قراءته القاصرة لبعض كتب العلماء أن من عرفوا بحفظ القرآن من الصحابة قليلون، وهذا لا يصح؛ لأن معرفتنا عدد معين من الصحابة قد حفظ القرآن لا يمنع أن يكون غيرهم قد حفظ القرآن فليس معنى عدم العلم العدم.
والمعروفون بحفظ القرآن من الصحابة هم المشهورون بحفظ القرآن وعدم الشهرة بحفظ القرآن لا تستلزم عدم الحفظ، وفي عصرنا آلاف مؤلفة يحفظون القرآن لكن المشهور بالحفظ منهم قليل.
وحال الصحابة يشهد بأن الكثير منهم قد حفظ القرآن فقد كانوا يهتمون بالقرآن ويحبونه ويتدارسونه ويحرصون عليه أكثر منا وفي العصور التي بعد الصحابة إلى عصرنا وجدنا آلاف مؤلفة من الناس يحفظون القرآن فكيف بالصحابة وهم كانوا أشد تديناً وأقوى ذاكرة وعجيب بمن يصدق أن أطفالاً لا يتجاوزن السادسة من عمرهم يحفظون القرآن ولا يصدق أن يحفظ القرآن الكثير من الصحابة؟!!
ونخلص من هذا الكلام أن سورة النورين لا تواتر ولا سند من حيث الرواية بخلاف القرآن فإنه متواتر مقطوع السند إلى الله.
نقد متن سورة النورين والمقارنة بينه وبين سور القرآن
نأتي إلى الكلام عن السورة المدعاة من حيث الدراية واللغة والنظم، وحدث ولا حرج، فقد تميزت كلماتها وألفاظها بالركاكة وعدم الفصاحة والتناسق وهذا بعيد عن ألفاظ القرآن الفصيحة الرفيعة.
وانظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة: " يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيمنوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات نعيم والذين كفروا من بعدما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمان الرحيم... ".
وهكذا لا نجد في سورة النورين المزعومة الجمال الصوتي ولا حسن نظم، ولا مسحة من جمال لغوي ولا مسحة من جمال صوتي، وكلام سورة النورين ليس عليه حلاوة ومن يقرأه يشمئز منه ويفضل قطع القراءة فضلاً عن تكرار القراءة أما كلام الله له رنة غريبة وحلاوة عجيبة فقارئه لا يمله، وسامعه لا يمجه، بل الإنكباب على تلاوته يزيده حلاوة، وترديده يوجب له محبة وطلاوة.
وتميزت معاني سورة النورين المزعومة بالغموض بل هناك ألفاظ لا توضح المعنى ولا تفي بالمعنى فكلام السورة مجرد كلام مسجوع غامض المعاني أو غير وفي المعنى أما كلام الله فواضح المعاني وألفاظه تفي المعنى فكلام الله كلام موزون جاذب لمعانٍ لها قيمتها في الخبر.
وانظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة: " إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات "لفظ (في آيات) مبهم غير واضح المعنى فما هي هذه الآيات؟
وانظر: " إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه " لفظ " إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء" غير تام المعنى فأين خبر إن؟، ولفظ: " واصطفى من الملائكة" مبهم غير تام المعنى كلام ناقص لا يعطي أي معنى مفيد فمن الذين اصطفاهم الله من الملائكة؟،ولفظ: " وجعل من المؤمنين"مبهم غير تام المعنى كلام ناقص لا يعطي أي معنى مفيدفماذا جعل من المؤمنين؟، ولفظ: " أولئك من خلقه" مبهم فمن هم الذين من خلقه؟ وعلام يعود اسم الإشارة أولئك؟ وما المقصود بمن خلقه؟ ولو كان لفظ أولئك يعود على الملائكة والمؤمنين فما الفائدة من ذكر هذا الكلام وكل العالمين خلق الله؟ وهل شك أحد في أن الملائكة والمؤمنين من خلق الله؟
وانظر: " مثل الذين يوفون بعهدهم أني جزيتهم جنان النعيم " لفظ: " مثل الذين يوفون بعهدهم" يَسْتَدْعِي أَمْرًا يُمَثِّلُ بِهِ فَمَا هُوَ فالممثل به مبهم؟ وإن قيل المثل هنا بمعنى الوصف فالمعنى لا يستقيم مع آخر الكلام إذ يصير الكلام وصف الذين يوفون بعدهم أني جزيتهم جنان النعيم.
وانظر: " ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل " فعلام يعود واو الجماعة في كلمة (بغوا) أي من هم الذين بغوا؟، ولفظ: " فصبر جميل" لمن الأمر بالصبر الجميل؟
وانظر: " ولقد أتينا بك الحكم كالذي من قبلك من المرسلين وجعلنا لك منهم وصياً لعلهم يرجعون" ما معنى: " أتينا بك الحكم"؟ وعلام يعود الضمير هم في ((منهم)) و((لعلهم)) وواو الجماعة في ((يرجعون))؟.
وانظر: " إن الله يجمعهم يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون " فعلام يعود الضمير هم في ((يجمعهم)) و واو الجماعة في ((يستطيعون)) و ((يسألون))؟
وتميزت فواصل الآيات في السورة المزعومة بقصدها لذاتها حتى ولو لم يكن لها علاقة بالمعنى أما الفاصلة في القرآن لا تقصد لذاتها، وإنما تتبع المعانى، بينما نظائرها في كلام الناس تقصد لذاتها، ويتوقف عليها المعنى، وعلى ذلك فالفاصلة بلاغة، ونظائرها عجز ونقص.
وانظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة: " نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم " فما هي العلاقة بين نور الرسالة والنبوة ووصف الله بالسمع والعلم؟!! والنبوة فضل من الله ومنة من الله يعطيها من يشاء من عباده قال - تعالى-: (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )(سورة إبراهيم الآية 11)
وانظر: " إن الجحيم مأواهم وإن الله حكيم عليم " ما العلاقة بين المكوث في النار وبين حكمة الله وعلمه؟!! والمكوث في النار يناسبه وصف بئس المصير وانظر للبون الشاسع بين هذه الكلمات وكلمات قوله - تعالى -: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )(سورة آل عمران الآية 162)
وانظر: " إني لذو مغفرة وأجر عظيم. وإن عليّا لمن المتقين " ما العلاقة بين مغفرة الله وأجره العظيم، وكون عليا من المتقين؟ فالمفترض أن خاتمة الآية المزعومة تكون مناسبة لما في الآية، وشتان بين هذا الإفك وقوله - تعالى-: (وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )(سورة النحل الآية 122)، وقوله - تعالى-: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )(سورة العنكبوت الآية 27)، وقوله - تعالى-: (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ)(سورة الصافات الآية 123)، وقوله - تعالى-: ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ )(سورة الأعراف الآية 21)
وانظر: " إنا لهم محرضون في يوم لا يغني عنهم شيء ولا هم يرحمون "ما علاقة إحضار العصاة يوم القيامة بعدم الرحمة، ويوم القيامة يوم الجزاء بالعدلوالعدل أن يعذب العصاة؟،والمفترض أن يقال لا يدفع عنهم العذاب أي أحد، ولا يستطيع أي أحد أن ينصرهم وشتان بين هذا الإفك، وقوله - تعالى-: ( يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ)(سورة الطور الآية 46)وقوله - تعالى-: ( يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ )(سورة الدخان الآية 41)
وهكذا وجدنا سياق آيات سورة النورين المزعومة سياق مفكك، وجمل سورة النورين المزعومة جمل ينبو بعضها عن بعض أي مجرد كلام مسجوع ذي ألفاظ وكلمات لا رابط بينها ولا انسجام فضلاً عن المعنى الصحيحبينما نجد سياق آيات سور القرآن متناسبًا مع بعضه البعض ونجد تلاؤم الكلمات والحروف بما فيه من جمال المقال وكمال الكلام.
ومن حيث قواعد اللغة العربية وعلم النحو فقد تميزت سورة النورين المزعومة بمخالفة قواعد الإعراب فضلاً عن الأدب الرفيع،وكأن الكاتب أراد أن يأتي بكلام على وزن الكلمات القرآنية وإن لم يكن له معنى وإن كان يخالف قواعد اللغة لظنه أن كلام الله لا يمتاز على كلام البشر إلا بفواصلهأما القرآن فهو لا يخالف قواعد اللغة العربية وعلم النحو بل هو مصدر هام لقواعد اللغة العربية وعلم النحو.
وانظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة: " إن عليًّا قانتًا بالليل ساجدًا يحذر الآخرة " خبر إن يرفع ولا ينصب والصواب إن عليا قانت بالليل ساجد يحذر الآخرة.
وانظر: " قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون " خبر كان ينصب ولا يرفع والصواب كانوا عن آياتي وحكمي معرضين.
وقد سرق كاتب سورة النورين المزعومة الكثير من ألفاظ وتعبيرات القرآن،وانظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة: "يا أيّها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب... " مقتبس و منحول من قوله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً )(سورة النساء الآية 136)
وانظر: " إن عليًّا قانتًا بالليل ساجدًا يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون "مقتبس و منحول من قوله - تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ )(سورة الزمر الآية 9)
وانظر: " فسبح باسم ربك وكن من الساجدين " مقتبس و منحول من قوله - تعالى -: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ )(سورة الحجر الآية 98)
وانظر: " وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون" مقتبس و منحول من قوله - تعالى -: ( وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ )(سورة سبأ الآية 37 )
وانظر: " والحمد لله رب العالمين " مقتبس من قوله - تعالى-: (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )(سورة الصافات الآية 182)
وتميزت سورة النورين المزعومة بأنها تحوي من الأخطاء الصريحة والأغلاط الواضحة في الكلام الكم الكثير:
وعلى سبيل المثال انظر: "يا أيّها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب... "، فهذا أمر للمؤمنين بالإيمان بالنورين اللذين أنزلا ليتلوا آيات الكتاب، والمراد بهما شخصان هما النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلي - رضي الله عنه -، وهذا كذب فمحمد - صلى الله عليه وسلم - هو المأمور وحده بأن يبلغ الناس وهو خاتم الأنبياء والمرسلين وعلي ليس إلا صحابياً كريماً.
ولفظ: " أنزلناهما يتلوان عليكم" الصواب: أنزل إليهما كتاب ليتلواه عليكم؛ لأن الْإِنْزَالُ: نَقْلُ الْجِسْمِ مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ، وَيُطْلَقُ عَلَى تَذْلِيلِ الْأَمْرِ الصَّعْبِ كَمَا يُقَالُ: نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ فُلَانٍ، لِأَنَّ الْأَمْرَ الصَّعْبَ يُتَخَيَّلُ صَعْبَ الْمَنَالِ[21]، والإنزال يطلق على ما ينزل من السماء إلى الأرض كالقرآن، الملك، والمطر، والرزق.
ويقال: أنزل الله الشيء من نعمة أو نقمه: خلقه أو هدي إليه وذلك أن هذه الأشياء ترجع إلى أسباب سماوية كالمطر وأشعة الكواكب، أو أنها مفضية مكتوبة في اللوح المحفوظ وتنزل الملائكة الموكلة بإظهارها في العالم السفلي، فينسب الإنزال بذلك إليها، ومن ذلك إنزال الأنعام، وإنزال الحديد، وأنزل اللباس هداية الناس إليه مع أن أسبابه من السماء فهو من القطن ونحوه، وهو يفتقر إلى المطر، وإنزال الميزان هداية الناس إليه أو الأمر به في الكتب المنزلة، وأنزل المسافر: هيأ له مكانا ينزل فيه، وأعانه على النزول[22].
وانظر: " نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم " كيف يكون نور محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - من نور علي - رضي الله عنه - الصحابي؟!.
وانظر: " ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم" هذا فيه إيهام بأن علياً رسول من رسل الله وهذا باطل، وكيف يعصون الوصي وهو علي والعصيان في وقت النبوة كان عصيان لله ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -؟!!.
وانظر: " ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون " لا يصح بحال مخاطبة أهل الإيمان بالفسق، ولو كان المراد بالفاسقين الكفار فكل الكفار فساق فيكون التحديد بالأكثرية غير صحيح ولو كان المراد بالفاسقين أهل النفاق فالمنافقين كلهم فساق.
وانظر: " فبغوا هارون" الصواب فبغوا على هارون فبغَى على يَبغِي، ابْغِ، بَغْيًا، فهو باغٍ، والمفعول مَبْغيٌّ عليه [23] وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَبْغِي عَلَى النَّاسِ إِذَا ظَلَمَهُمْ وَطَلَبَ أَذاهم[24].
وانظر: " مثل الذين يوفون بعهدهم أني جزيتهم جنان النعيم " لفظ " أني جزيتهم جنان النعيم" يناسبه الجزاء لا المثل أي كان المفترض أن يقول جزاء الذين يوفون بعدهم أني جزيتهم جنان النعيم.
وانظر: " وما نحن عن ظلمه بغافلين " فيه اتهام علي - رضي الله عنه - بالظلم فقد أفسد الكاتب من حيث أراد الإصلاح.
وهكذا رأينا أيها الأخوة كاتب هذه السورة المزعومة لم يكن متقنًا للغة العربية، فجاءت كلماته وتعبيراته في غاية الضعف والركاكة على أن هناك الكثير منها مقتبس ومنحول من آيات من سور القرآن، ولكن الكاتب لم يحسن التأليف بينها، ولم يضعها في مواضعها اللائقة بها، وشتان بين هذه السورة وسور القرآن في الرواية، وشتان بين هذه السورة وسور القرآن في الدراية، وشتان بين هذه السورة وسور القرآن في النظم، وشتان بين هذه السورة وسور القرآن في الجمال الصوتي.
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - الذريعة إلى تصانيف الشيعة للآقا بزرك الطهراني 8 / 48 باختصار يسير ( شيعي )
[2] - فصل الخطاب للنوري الطبرسي ( شيعي )
[3] - انظر إرشاد الفحول للشوكاني ص 86 ،و المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص 70،و المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية لعلي جمعة ص 308، ومعالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص 102 ، وغاية المريد في علم التجويد لعطية نصر ص 9 ، و دراسات في علوم القرآن لمحمد بكر إسماعيل ص 10
[4] - إجابة السائل شرح بغية الآمل للصنعاني ص 72
[5] - الواضح في أصول الفقه للدكتور محمد سليمان الأشقر ص 83
[6] - تفسير الألوسي 1/25
[7] - تفسير الألوسي 1/25
[8] - الرسل والرسالات لعمر الأشقر ص 242
[9] - الشفا للقاضي عياض 2/305
[10] - الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية للبغدادي ص 315
[11] - الفصل في الملل والنحل لابن حزم 5/22
[12]- تفسير القرطبي 1/80
[13]- الصارم المسلول لابن تيمية ص 586.
[14] - الاعتقاد لابن أبي يعلى ص 36
[15] - مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 254 255 باختصار يسير
[16] - دراسات في علوم القرآن لمحمد بكر إسماعيل ص 328
[17] - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للقسطلاني 2/247
[18] - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 2/324
[19]- مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 2/323 بتصرف و اختصار
[20] - دفاع عن السُنَّة ورد شبه المُسْتَشْرِقِينَ والكتاب المعاصرين ص 54- 55
[21]- التحرير و التنوير 23/332
[22]- مخطوطة الجمل لحسن الجمل 5/47
[23]- معجم اللغة العربية المعاصرة 1/229
[24]- لسان العرب لابن منظور 14/78