• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 06-04-2024
الأذكار
×

القرآن الكريم..حقيقة الوحي الإلهي وتهافت افتراءات التشكيك

0
0
855
 كان الحق في التعاطي مع إلهية مصدر القران الكريم واضحاً، وراسخاً منذ البداية؛ لكونه نزل إلى القوم بلغتهم العربية: (إنا أنزلناه قراناً عربياً لعلهم يعقلون).
فكانت لغة الخطاب القرآنية لهم، هي العربية الفصحى التي كان عرب الجاهلية يتداولونها في حياتهم اليومية، ولكن المكابرين منهم من الذين كفروا، كانوا يجادلون بالباطل، ليغلبوا به ذلك الحق الساطع، ليبطلوه لمآربهم الشخصية، ومصالحهم الخاصة افتراءاً على الله، حيث أشار القرآن إلى هذه الظاهرة بالقول: (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق)، ولا جرم أن من أبرز ما افتراه أساطين الكفر يوم ذاك، ادعاؤهم الباطل، أن القرآن ليس من عند الله، ومعلوم أن في القرآن من قصار السور المتناهية البلاغة، ما كانت مدعاة للإعجاز المطلق، رغم ما توهمه البعض منهم لأول وهلة يومها، أن بإمكانهم أن يأتوا بمثلها لقصرها، لكنهم بعد أن استهلكوا كل ما دار في خلدهم من ادعاءات زائفة وهم أرباب الفصاحة، من أنه قول شاعر، أو قول ساحر، أو قول مجنون، سلموا بالعجز المطلق عن محاكاته، أو الإتيان بمثله، على بلاغتهم المعروفة، وجزالة ألفاظهم، وكفرهم الصريح به.
فهذا كافرهم " الوليد بن المغيرة" حين سمعه، وهو من بين أبلغ فصحائهم، قال في القرآن: " والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وكل كلام يعاد ويتكرر يمل ويضعف إلا القرآن لا يخلق على كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، يزيده حلاوة وطراوة صوت حسن، وتلاوة دقيقة رقيقة"، بما يعني أن اقترابه المتجسد في فهم النص القرآني على حقيقة لغة وحي التنزيل، هو ما حضر في عقله، الأمر الذي اضطره على مكابرته، وعنجهيته، إلى الإقرار التام، بأن النص القرآني ليس من وضع البشر.
وهكذا شاءت إرادة الله أن يقيض لهذا القرآن العظيم من ينافح عنه، ويذب عنه من أهل الكفر أنفسهم في حينها، وهم من أساطين اللغة، والأعلم بخفاياها وأساليبها، وبلاغتها، وبيانها، من الغير، فيدحض ادعاءات القوم، ويفند افتراءاتهم الباطلة، ويسفه ترهاتهم الزائفة، وفي هذا يقول الله تعالى: (يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).
وهكذا تداعى اجترار مثل تلك التنطعات المتهافتة، التي استهدفت المس بقدسية النص القرآني، بسبب زيفها، وركة حجتها، أمام رسوخ حقيقة الوحي الإلهي للنص القرآني، في إعجازه اللغوي ابتداءً، ناهيك عن المعجزات الغيبية، والحسية التي أخبر بها، وتحققت في حينها على مستوى الإنس، والجن، والكون، والتي يمكن الرجوع إليها في أمهات المصادر المعتمدة في علوم القران.
ولأن حملة افتراءات التشكيك بمصدرية القرآن الكريم تأخذ لبوساً مختلفاً في كل عصر، فإنها إذ تتكرر بغطاء العلم هذه الأيام، فإن ما تحقق من الإعجازات العلمية، التي أفرزتها معطيات التقدم العلمي والتكنولوجي المعاصرة في مختلف المجالات، والتي أصبحت بديهيات متداولة بين الجميع، قد أسقطت كل تلك الافتراءات الباطلة؛ مصداقاً لقول الله - عز وجل-: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ).