توقير كلام الله ورسوله
10-05-2013 06:04 مساءً
0
0
445
لكلام الله ورسوله مكانة عظيمة في قلوب الصحابة - رضي الله عنهم - وكانوا يتهيبون أشد التهيب من التقدم بين يدي الله ورسوله فكانت أقوالهم وآراؤهم تالية وتابعة لكلام الله ورسوله امتثالا لقوله - تعالى -: (لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)، ولو نظرنا إلى ما صار عليه حال المسلمين من تقديم آرائهم أو آراء من يتبعونهم ممن يقلدونهم من الكفار المحاربين لله ورسله أو غيرهم ندرك الهوة السحيقة التي هوى فيها من يفعل ذلك، ولن يتغير ما بنا مما نحن فيه حتى يتغير ما بأنفسنا، فنعظم كلام الله ورسله، ونقدمه على كل ما عداه من الأقوال والآراء والنظريات كما قال - تعالى -: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وإذا تتبعنا بعض النماذج من تعامل الصحابة مع كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبين لنا شدة إيمان هذا الجيل المبارك، وتوقيرهم للرسول الأمين وتعظيمهم لقوله، ففي أسارى المشركين في غزوة بدر قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء، أو ضربة عنق)). عندها قال ابن مسعود: يا رسول الله إلا سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام. قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء مني في ذلك اليوم حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إلا سهيل بن بيضاء))، فلما قال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - قوله السابق، بادر عبد الله بن مسعود باستثناء سهيل بن بيضاء على سبيل الاقتراح على رسول الله ليس لقرابته أو صداقته أو ردا لجميل له سابق، بل لأنه سمعه يذكر الإسلام، وعندما سكت الرسول الكريم خشي عبد الله أن يكون ما قاله من باب التقدم بين يدي الله ورسوله، ففرق من ذلك فرقاً شديداً حتى لم يكن في يوم من الأيام أخوف من أن تنزل عليه حجارة من السماء من ذلك اليوم، وهذا يبين عظم تقدير الصحابة لكلام رسول الله - تعالى -وحرصهم الشديد على أن يكونوا له من المتابعين في الأقوال والعبادات والعقائد والتصورات وألا يتقدموا بين يديه بشيء، لم يكن ما مضى حالة فردية بل كان نهجاً عاماً تصطبغ به حياة الصحابة الكرام.
وفي قصة صلح الحديبية عندما صدّ المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين معه عن المسجد الحرام، وعقد بينهم الصلح على أن يرجع المسلمون إلى المدينة من غير أن يعتمروا في سنتهم على أن يعتمروا من قابل، لقد كان لهذا الأمر أثر كبير على نفسية عمر رضي الله - تعالى -عنه حتى دفعه ذلك للذهاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحاورته في ذلك كما يحكي عمر عن نفسه حيث يقول:: فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ألست نبي الله حقا، قال: ((بلى))، قلت: ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل، قال: ((بلى))، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: ((إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري))، قلت: أوليس كنت تحدثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: ((بلى، فأخبرتك أنّا نأتيه العام؟))، قال: قلت: لا، قال: ((فإنك آتيه ومطوف به))، وقد شعر عمر نتيجة هذه الغيرة التي لم يدفعه إليها إلا الحمية لدينه أنه تجاوز الحدود التي كان ينبغي عليه أن يقف عندها، ورأى أن كلامه مع سيد البشر بهذه الطريقة ذنب عظيم- مع أنه لم يدفعه إلى ذلك إلا الغيرة على الدين ومحبة أن يقوموا بأداء عبادة العمرة التي أحرموا لها-لا يكفره إلا الأعمال الصالحة التي توازي حسناتها سيئات الكلام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتلك الطريقة، قال عمر: فعملت لذلك أعمالا، أي ليكفر عما صنع وقد فسر تلك الأعمال بقوله: "ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به"، عندما نرى هذه النماذج ونرى ما عليه المسلمون في تعاملهم مع كلام الحبيب المصطفى يظهر البون الشاسع والفرق الحقيقي بين من يحب الرسول صلى الله علي وسلم وبين مدعي الحب، ويتبين بذلك جواب السؤال الذي قد تردده النفس ما بال الصحابة الكرام كانوا أعزة قد دانت لهم مشارق الأرض ومغاربها، مع ضعفهم وقلة إمكاناتهم؟ بينما المسلمون اليوم في مسوح الذلة والصغار، ولم لا يكونون كذلك وهم يكتبون في دساتيرهم التي يتحاكمون إليها: السيادة للشعب وهو مصدر السلطات.
وفي قصة صلح الحديبية عندما صدّ المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين معه عن المسجد الحرام، وعقد بينهم الصلح على أن يرجع المسلمون إلى المدينة من غير أن يعتمروا في سنتهم على أن يعتمروا من قابل، لقد كان لهذا الأمر أثر كبير على نفسية عمر رضي الله - تعالى -عنه حتى دفعه ذلك للذهاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحاورته في ذلك كما يحكي عمر عن نفسه حيث يقول:: فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ألست نبي الله حقا، قال: ((بلى))، قلت: ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل، قال: ((بلى))، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: ((إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري))، قلت: أوليس كنت تحدثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: ((بلى، فأخبرتك أنّا نأتيه العام؟))، قال: قلت: لا، قال: ((فإنك آتيه ومطوف به))، وقد شعر عمر نتيجة هذه الغيرة التي لم يدفعه إليها إلا الحمية لدينه أنه تجاوز الحدود التي كان ينبغي عليه أن يقف عندها، ورأى أن كلامه مع سيد البشر بهذه الطريقة ذنب عظيم- مع أنه لم يدفعه إلى ذلك إلا الغيرة على الدين ومحبة أن يقوموا بأداء عبادة العمرة التي أحرموا لها-لا يكفره إلا الأعمال الصالحة التي توازي حسناتها سيئات الكلام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتلك الطريقة، قال عمر: فعملت لذلك أعمالا، أي ليكفر عما صنع وقد فسر تلك الأعمال بقوله: "ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به"، عندما نرى هذه النماذج ونرى ما عليه المسلمون في تعاملهم مع كلام الحبيب المصطفى يظهر البون الشاسع والفرق الحقيقي بين من يحب الرسول صلى الله علي وسلم وبين مدعي الحب، ويتبين بذلك جواب السؤال الذي قد تردده النفس ما بال الصحابة الكرام كانوا أعزة قد دانت لهم مشارق الأرض ومغاربها، مع ضعفهم وقلة إمكاناتهم؟ بينما المسلمون اليوم في مسوح الذلة والصغار، ولم لا يكونون كذلك وهم يكتبون في دساتيرهم التي يتحاكمون إليها: السيادة للشعب وهو مصدر السلطات.