• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 06-04-2024
×

حكم الراء

0
0
2908
 
حكم الراء :

وأما حكم الراء فقد تكون متحركة وساكنة والمتحركة ينظر إلى حركتها فإن كانت مكسورة كسرة أصلية أو عارضة سواء كانت في أول الكلمة أو وسطها أو طرفها فإنها ترقق نحو (رجال ـ الصابرين ـ وأمر) مع ملاحظة أن العارضة لا تكون إلا في الطرف نحو وأنذر الناس ، وإن كانت مفتوحة أو مضمومة تفخم سواء كانت في أول الكلمة نحو {ربكم} كما في قوله تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (سورة نوح الآية: 10) ـ {روح} كما في قوله تعالى {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (سورة النحل الآية: 102) ـ أوسطها نحو {يراءون} كما في قوله تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا} (سورة النساء الآية: 142) ـ {قروء} كما في قوله تعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} (سورة البقرة الآية: 228) ـ أو متطرفة نحو {إن الأبرار}كما في قوله تعالى {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (سورة الإنسان الآية: 5) {هو الأبتر} كما في قوله تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} (سورة الكوثر الآية: 3) إلا إذا كانت مفتوحة ممالة ترقق نحو {مجريها} كقوله تعالى {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَيهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة هود: 41) .

أما الراء الساكنة فإنها تقع بعد همزة الوصل أو في وسط الكلمة أو في طرفها ، فإن كانت بعد همزة الوصل فإنها تفخم مطلقاً سواء كانت بعد كسرها نحو {ارجع} كما في قوله تعالى {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (سورة النمل الآية: 37) أو ضمها نحو {اركض} كما في قوله تعالى {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (سورة ص الآية: 42) ولا توجد راء ساكنة بعد همزة الوصل إلا في نحو هذين المثالين وتقع ساكنة بعد همزة الوصل المسبوقة بفتح نحو {وارزقنا} كما في قوله تعالى {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ} (سورة المائدة الآية: 114) ويكون حكمها التفخيم أيضاً أما إذا كانت الراء الساكنة متوسطة فإنها ترقق بعد كسر أصلي متصل بها ولم يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو {فرعون} كما في قوله تعالى {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (سورة النازعات الآية: 17) و{مرية} كما في قوله تعالى {أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} (سورة فصلت الآية: 54) ، فإن وقعت ساكنة بعد كسر عارض متصل أو منفصل فإنها تفخم نحو {اركبوا} كما في قوله تعالى {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة هود الآية: 41) ـ {لمن ارتضى} كما في قوله تعالى {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (سورة الأنبياء الآية: 28) أو وقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو {قرطاس} كما في قوله تعالى {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ} (سورة الأنعام الآية: 27) و{مرصادا} كما في قوله {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} (سورة النبأ الآية: 21) . أما إذا انفصل عنها حرف الاستعلاء أول الكلمة الثانية فإنها ترقق نحو {فاصبر صبراً جميلاً} كما في قوله تعالى {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا} (سورة المعارج الآية:5) ، و{ولا تصعر خدك } كما في قوله تعالى {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور} (سورة لقمان الآية: 18) ، فإن كان حرف الاستعلاء الواقع بعدها في كلمتها مكسوراً جاز التفخيم والترقيق وذلك في كلمة {فِرْقٍ} كما في قوله تعالى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (سورة الشعراء الآية: 63) لقول ابن الجزري أو الخلف في (فرق) لكسر يوجد.

أما إذا سكنت بعد فتح أو ضم سواء كانت متوسطة أو متطرفة فإنها تفخم نحو {يرجعون} كما في قوله تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} (سورة غافر الآية: 77) ـ {قرية} كما في قوله تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ} (سورة محمد الآية: 13) ـ {وانحر} كما في قوله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (سورة الكوثر الآية: 2) ـ {وأمر} كما في قوله تعالى {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} (سورة الأعراف الآية: 199) ، وتفخم أيضاً إذا كان السكون عارضاً للوقف بعد فتح أو ضم نحو {القمر} كما في قوله تعالى { اقتربت الساعة وانشق القمر}(سورة القمر الآية 9) ـ {الدبر} كما في قوله تعالى {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (سورة القمر الآية: 45) .

أما إذا كانت الراء ساكنة متطرفة وحال بينها وبين الكسر ساكن غير حرف الاستعلاء فإنها ترقق نحو {الذكر} كما في قوله تعالى {أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} (سورة القمر الآية: 25) ـ {السحر} كما في قوله تعالى {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرْ} (سورة يونس الآية: 81) ، وكذا حكمها الترقيق وقفاً إذا وقع قبلها ياء ساكنة نحو {خبير} كما في قوله تعالى {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (سورة التغابن الآية: 8) ـ {قدير} كما في قوله تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (سورة الملك الآية: 1).

أما إذا كان الساكن الفاصل بينها وبين الكسر حرف الاستعلاء فإنها تفخم وصلاً ووقفاً في نحو { مصراً} كما في قوله تعالى {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} (سورة البقرة الآية: 61) ـ {قطرا}ً كما في قوله تعالى {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} (سورة الكهف الآية: 96) ـ وكلمة {إخراج} حيث وقعت وكيف وقعت كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (سورة البقرة الآية: 240) ـ أما كلمة {مصر} في حالة الوصل تفخم قولاً واحداً كما في قوله تعالى {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (سورة يوسف الآية: 99) وفي الوقف جاز فيها (أي الراء) التفخيم والترقيق ، وأما كلمة {القطر} فإنها ترقق وصلاً كما في قوله تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (سورة سبأ الآية: 12) وفي الوقف اختار ابن الجزري أن ترقق أيضاً والتفخيم في الوقف اختيار غيره قال بعضهم .

واختير أن يوقف مثل الوصل
في راء مصر القطر يا ذا الفضل

وقد أشار ابن الجزري إلى أحكام الراء في قوله :

ورقــق إذ مـا كســرت
كذلك بعد الكسر حيث سكنت
إن لم تكن من قبل حرف اعتلا
أو كانت الكسرة ليست أصلا
والخلف في فرق لكسر يوجد
وأخـف تكريـراً إذا تشـدد